تمكَّنت دبي العام الماضي من تصميم أول دائرة إلكترونية بالغة الحساسية وصغيرة الحجم، لتكون الأولى من نوعها في العالم العربي، حيث يجري حاليًا تصديرها إلى عدة دول من الولايات المتحدة وأوروبا، فيما تدرس "واحة دبي للسيلكون" التي ابتكرت هذه الشريحة العام الماضي أن تنتج مزيدًا من الأدوات التكنولوجية خلال الشهور والسنوات المقبلة.
و"واحة دبي للسيلكون" ابتكرت الدائرة الإكترونية التي ترى النور لأول مرة في العالم العربي وتدخل في العديد من الصناعات التكنولوجية الدقيقة والحديثة، وهي -أي واحة السيليكون- منطقة حرة خاصة بالاستثمارات التكنولوجية والتقنية تأسست قبل نحو عامين لتكون الأولى من نوعها في المنطقة، ولتنجح خلال فترة زمنية قياسية في استقطاب استثمارات عالمية هائلة.
بداية المشروع وقال المدير التنفيذي للتكنولوجيا في "واحة دبي للسيليكون" الدكتور جهاد كيوان إن شركة (Dubai Circuit Design) المملوكة بالكامل لإدارة واحة السيليكون تمكنت من تطوير أول دائرة إلكترونية يتم تصنيعها في العالم العربي، وقد تأسست هذه الشركة لغايات إنتاج هذه الشريحة الإلكترونية التي شكلت إضافة جديدة للصناعات التقنية في المنطقة.
وأضاف كيوان في حديثٍ خاص لـ"الأسواق.نت": "بدأنا بالمشروع من الصفر، ووصلنا إلى إنتاج الدائرة الإلكترونية بكميات تجارية خلال مدة زمنية قصيرة جدًا، وكافة زبائننا حاليًا من الولايات المتحدة وأوروبا".
وأشار إلى أن هذه الدائرة الإلكترونية متناهية الصغر، حيث يبلغ حجمها 65 نانوميتر، موضحًا أنها تدخل في العديد من الاستخدامات والصناعات التقنية والتكنولوجية، لكن أهم هذه الاستخدامات هو "النقل الآمن للمعلومات"، حيث تنشغل غالبية شركات التكنولوجيا في العالم حاليًا في ابتكار ما من شأنه تأمين نقل البيانات وحمايتها من الاختراق أو السرقة أو الضياع.
وشركة (Dubai Circuit Design) التي ابتكرت هذه الدائرة الإلكترونية، هي شركة إماراتية محلية في منطقة "واحة دبي للسيلكون" التي تضم اليوم أكثر من 160 شركة عربية وعالمية بما فيها من مصانع ومراكز تجميع وتوزيع، وفقًا لما قال كيوان لـ"الأسواق.نت".
ماذا يوجد في الواحة ؟ ويقول كيوان إن "واحة دبي للسيلكون" -وهي منطقة حرة تأسست بموجب قانون خاص في دبي- تمكنت من استقطاب هذا العدد الهائل من الشركات بفضل الخدمات والتسهيلات المتوفرة فيها، حيث أصبحت اليوم مدينة متكاملة يسكنها أكثر من 150 ألف شخص غالبيتهم من المتخصصين والمهنيين والمهندسين وأصحاب الخبرة العالية في مجالات تكنولوجيا المعلومات.
وتتوزع الشركات الـ160 الموجودة في الواحة على العديد من القطاعات التكنولوجية وأهمها: صناعة الشرائح الالكترونية، وتطوير البرمجيات، وتصنيع الأجهزة الإلكترونية، إضافة إلى المجالات الأخرى المتصلة بتكنولوجيا المعلومات.
ووفقاً لما أوضح كيوان فإن الواحة تضم أيضًا فرعًا لجامعة "روتشستر التكنولوجية" العالمية، ويتم فيها حاليًا منح درجة الماجستير في 6 برامج مختلفة جميعها متعلقة بقطاع تكنولوجيا المعلومات.
كما يتم حاليًا بناء مصنعين متكاملين أحدهما لصناعة الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، والآخر لصناعة الزجاج المستخدم في تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء.
نمو هائل ويؤكد كيوان أن هذه المنطقة التكنولوجية التي تشهد نموًا هائلاً ومضطردًا إنما هي ترجمة لرؤية نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يحرص على تنويع مداخيل الاقتصاد المحلي، والذي يشكل محور القوة لهذا الاقتصاد.
ويستدل كيوان على النجاح الكبير الذي حققته "واحة السيلكون" بأن إجمالي الاستثمارات فيها اليوم تزيد على الملياري دولار، لكنه يتوقع أن تنمو هذه المنطقة التكنولوجية بصورةٍ لافتة لتصبح واحدة من الأهم على مستوى العالم، إذ يتوقع أن تتراوح قيمة الاستثمارات فيها بين خمسة وسبعة مليارات دولار، بعد أن يكون قد تم استقطاب مئات الشركات الأخرى، وبعد أن تكون الشركات والمصانع القائمة حاليًا قد توسعت.
وتشارك "واحة دبي للسيليكون" في أسبوع "جيتكس" للتقنية والمعرض الرئيس المرافق للأسبوع، وقد استرعى الجناح الكبير للواحة انتباه الشيخ محمد بن راشد الذي توقف لدقائق خلال افتتاحه "جيتكس" ليطلع على ما أنجزته هذه المنطقة التكنولوجية الحرة خلال شهور عمرها القليلة.
</IMG></TD></TR>
</IMG></TD></TR>
</IMG></TD></TR></TABLE>
</IMG></TD></TR></TABLE>
</IMG>
