صلاح الدين في التراث
في الوعي العربي
بالرغم من أن الدولة التي أسساها صلاح الدين لم تدم طويلا من بعده، إلا أن صلاح الدين يعد في الوعي الاسلامي محرر القدس و استلهمت شخصيته في الملاحم و الأشعار و حتى مناهج التربية الوطنية في الدول العربية على الرغم من انه كردي، كما ألفت عشرات الكتب عن سيرته، و تناولتها المسرحيات و التمثيليات و الأعمال الدرامية.
لا يزال صلاح الدين يضرب به المثل على القائد المسلم المثالي - بغض النظر عن أصله العرقي - الذي يعمل على مواجهة أعداءه بحسم ليحرر أراضي المسلمين، دون تفريط في الشهامة و الأخلاق الرفيعة.
و طالما سعى السياسيون العرب إلى استدعاء سيرته في خطبهم لإدراكهم مدى تأثيرها على وعي الجمهور العربي المسلم، خصوصا في عصور المد القومي العربي، أو في سياقات الصراع العربي الإسرائيلي، إذ كان المجد و الوحدة بين المسلمين في عصر صلاح الدين مصدر إلهام لما يسعى إليه القوميون (العرب)؟؟؟، لذك أصبح نسر صلاح الدين شعارا للدولة المصرية بعد الثورة ثم تبنته دول عربية عديدة مثل العراق و فلسطين و اليمن.
] في الوعي الأوربي
بالرغم من كونه خصما عنيدا للأوربيين فإن صلاح الدين في الوعي الأوربي بقي نموذجا للفارس الشهم الذي تتجسد فيه أخلاق الفروسية بالمفهوم الأوربي، لدرجة أنه توجد ملحمة شعبية شعرية من القرن الرابع عشر تصف أعماله البطولية.
كما أن الشاعر دانتي أليجييري مؤلف الكوميديا الإلهية قد وضعه في المطهر مع عدد من الشخصيات التي عدها كافرة - وفق معتقده المسيحي الكاثوليكي - لكنها في نظره شخصيات صالحة و سامية أخلاقيا (وضع دانتي الرسول محمد في المطهر كذلك).
كما أن صلاح الدين يصور بشكل مقبول في رواية والتر سكوت التعويذة (The Talisman) المكتوبى سنة 1825.
و يدرك الأوربيون أنه بالرغم من المذابح التي أوقعها الصليبيون عندما غزوا القدس في 1099 فإن صلاح الدين قد عفا عن كل المسيحيين الكاثوليك (الأوروبيين) و حتى عن الجنود المنهزمين طالما كانوا قادرين على دفع الفدية، في حين عومل الأرثودكس (و منهم العرب) حتى بأفضل من ذلك لأنهم عادة ما كانوا يعارضون الغزو الأوربي الصليبي.
و بالرغم من الاختلاف في العقيدة فإن القواد المسيحيين امتدحوا صلاح الدين، خصوصا ريتشاردل ، الذي قال عنه أنه أمير عظيم و أنه بلا شك أعظم و أقوى قائد في العالم الإسلامي؛ كما رد صلاح الدين بأنه لم يكن هناك قائد مسيحي أشرف من ريتشارد .
قال عنه المؤرخون الأوربيين أن "من الحق أن كرمه و ورعه و بعده عن التعصب؛ تلك الليبرالية و النزاهة التي كانت النموذج الذي ألهم مؤرخينا القدماء؛ هي ما أكسبه احتراما في سورية الفرنكية لا يقل عن الذي له في أرض الإسلام."[3]
] اليوم
سميت محافظة صلاح الدين في العراق على اسمه، و كذلك جامعة صلاح الدين في أربيل
من آثاره القليلة الباقية اليوم:
• قلعة دوين في أربيل0 القلعة التي بناها في القاهرة عند سفح المقطم في مكان قبة الهوا الفاطمية، و سميت لاحقا باسم قلعة صلاح الدين في حين كانت تعرف إلى ما بعد زمنه بمدة طويلة باسم قلعة الجبل، و كان صلاح الدين هو من أدخل هذا النمط الدفاعي من الحصون إلى مصر من سورية.
• قلعة الجندي، و هي حصن على قمة جبل في سيناء و خان تشرف على وادٍ كبير كان معبرا للقوافل ما بين مصر و باقي الشرق الأدنى.